بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد:
الامور التي تخفف الابتلاء
من الأمور التي تخفف الابتلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب:
اولا الدعاء
قال تعالى عن طالوت وجنوده لما برزوا لجالوت وجنوده:{ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[250]} فماذا كانت النتيجة؟ {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ...[251]}[سورة البقرة].
وقال ايضا
(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات . وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون). البقرة/
روى مسلم ، في " صحيحه " ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اؤجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها . إلا أجره الله في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها } قالت : فلما مات أبو سلمة ، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف لي خيرا منه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا أَحَدٌ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهُ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ] رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (8/193): (الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإن كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويُضْعِفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق. والله أعلم).
وقال السيوطي في (الحاوي للفتاوى) (1/387): (وأما كونه سببا لدفع البلاء - أي الدعاء- فهو أمر لا مرية فيه فقد وردت أحاديث لا تحصى في أذكار مخصوصة من قالها عصم من البلاء، ومن الشيطان، ومن الضر، ومن السم، ومن لذعة العقرب، ومن أن يصيبه شيء يكرهه) ا.هـ..
وقال المناوي في (فيض القدير) (6/449) عند شرحه لحديث ((لا يرد القضاء إلا الدعاء)): (أراد بالقضاء هنا الأمر المقدر لولا دعاؤه، أو أراد برده وتسهيله فيه حتى يصير كأنه رد، وقال بعضهم: شرع الله الدعاء لعباده لينالوا الحظوظ التي جعلت لهم في الغيب، حتى إذا وصلت إليهم فظهرت عليهم توهم الخلق أنهم نالوها بالدعاء فصار للدعاء من السلطان ما يرد القضاء).
وينبغي على المسلم أن يدعو الله سبحانه وتعالى بالأدعية المأثورة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يسأل الله بعزم ورغبة، وأن يسأل الله حاجته كلها،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم أرحمني إن شئت ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء لا مكره له)) رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
. وفي لفظ عند مسلم ((ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)).
اما دعاء: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)؟
قال شيخنا الشخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الاربعين النووية :
وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.
ثانيا الصبر
يقول الله سبحانه وتعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200]،
وقال ايضا
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -: "الناس حال المصيبة على مراتب أربع:
المرتبة الأولى: التسخط،قال - تعالى -: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ) [color=blue]
المرتبة الثانية: الصبر،
المرتبة الثالثة: الرضا، بأن يرضى الإنسان بالمصيبة، بحيث يكون وجودها وعدمها سواء،
المرتبة الرابعة: الشكر، وهو أعلى المراتب، وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة،
ثالثا الصلاة
أخرج أبو داود من حديث حذيفة رضي الله عنه ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود
(أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة)
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" ( 8 / 162 ) : " وما يسمى بصلاة الحاجة : قد ورد في
أحاديث ضعيفة ومنكرة - فيما نعلم - لا تقوم بها حجُةّ " انتهى .
رابعا الصدفة
خامسا قراءة القرأن
انتهت مادة هذا البحث والى بحث اخر باذن الله ،واستحلفكم بالله الاتنسوني من دعاءكم في ظهر الغيب، وما انا الا حاطب ليل بمصباح منهاج اهل السنة والجماعة ، و مؤمن متقلب بين منافق وقليل الايمان لاينجيني من هذا الا رحمة ربي، فاعينوني بخالص دعائكم،واسال الله لي ولكم العافية، وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك, قال تعالى: والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنو وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر[/