بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على اشرف المرسلين اما بعد:
من خلال ما سبق تبين ان المؤمن يدخل في الابتلاء بدخوله في الايمان، فقبل المعركة والجهاد ، لابد من التدريب الشاق حتى يقوى الجسد، فالله سبحانه وتعالى لايريد مؤمنا ضعيفا ، وفي كل خير،بل يريد مؤمنا قويا، متقنا للسباحة في وجه الامواج المتلاطمة،والشبهات المدمرة ،قادراعلى الثبات في وجه الرياح العاتية، والشهوات الفانية، لا يفتر ولايمل،لا يسقط وان تمايل، وبذلك يستحق ان يكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ،وحسن اولئك رفيقا.
وهذا يقع للفرد كما يقع للجماعات ،وهو ما نراه اليوم في واقع امتنا الاسلامية، فشل وانهزامات ، جهل وفساد وخيانات ،وكل هذا ليعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ، فلو انك انهزمت اخي الكريم اختي الكريمة في هذا الابتلاء، واستسلمت وسايرت، وتماديت ونسيت الذكرى، لحقت عليك كلمة ربك -فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون-
ولنا عودة مع هذه الاية الكريمة ان شاء الله تعالى.
ب-الابتلاء من اجل التكفير عن السيئات و رفع الدرجات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء .( حسن ) انظر حديث رقم : 5484 في صحيح الجامع
قال القرطبي : خرج مسلم، عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته
وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ (رواه الترمذي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، و من سخط فله السخط " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 227 :
و هذا الحديث يدل على أمر زائد على ما سبق و هو أن البلاء إنما يكون خيرا ، وأن صاحبه يكون محبوبا عند الله تعالى ، إذا صبر على بلاء الله تعالى ، ورضي بقضاء الله عز و جل . و يشهد لذلك الحديث الآتي :
" عجبت لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، إن أصابه ما يحب حمد الله و كان له خير وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير ، و ليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن ".
الى الحلقة المقبلة ، مع تحيات اخيكم المحتاج الى دعائكم ، المصطفى زوبير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.