وفيها كما جاء في التيسير الميسر ولقد كذَّب الكفارُ رسلا من قبلك أرسلهم الله تعالى إلى أممهم وأوذوا في سبيله، فصبروا على ذلك ومضوا في دعوتهم وجهادهم حتى أتاهم نصر الله. ولا مبدل لكلمات الله، وهي ما أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مِن وعده إياه بالنصر على مَن عاداه. ولقد جاءك -أيها الرسول- مِن خبر مَن كان قبلك من الرسل، وما تحقق لهم من نصر الله، وما جرى على مكذبيهم من نقمة الله منهم وغضبه عليهم، فلك فيمن تقدم من الرسل أسوة وقدوة. وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ،انتهى
مراحل وتدرجات الابتلاء
المرحلة الاولى المؤمن النقي التقي الصادق اذا ابتلاه الله في دينه وبدنه وماله واهله ونجح في الاختبار بالصبر والشكر والرضى واخد العبرة ، يزيده الله ايمانا مع ايمانه ،ويكفر عنه سيئاته ،حتى اذا مات على ذلك ، كان حقا على الله ان يدخله الجنة مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا. اما اذا فشل، وسخط وتكاسل، قل ايمانه ، وحرم من حسناته ،وجرت عليه المقادير كما ارادها الله سبحانه وتعالى.
المرحلة الثانية يبتلى من جديد على قدر ايمانه الجديد، فاذا فشل ، وسخط مرة اخرى وتكاسل، يقل ايمانه حتى لا يبقى منه الا القليل، وبذلك ينتقل من مؤمن مخلص، الى مؤمن متظاهر بالعبادة فقط.
المرحلة الثالثة تخف ابتلاءاته وقد تنعدم، يركن الى الراحة ثم الى الشهوات والشبهات ، تستشربها نفسه ويهواها قلبه ، فتأتيه الموعظة فيتجنبها، ثم تاتيه فيتصدى لها، فبذلك ينتقل من مؤمن ضعيف الايمان الى منافق ، ثم الى منافق خالص عياذا بالله.
المرحلة الرابعة والاخيرة يبتلى من جديد ،ولكن في هذه المرة، ليس كمؤمن ولكن كمنافق، فاذا تاب واسترجع فبها ونعمة ،واذا لم يتب حلت عليه لعنة الله ثم عذاب مهين، ويصبح عبرة للمؤمنين. اويفتح الله له الدنيا ويغرقه فيها، حتى اذا فرح بها واطمان لها، اخذه الله بغتة ،فاذا هوفي جهنم، وساءت مصيرا،كما جاء في كتابه العزيز:
( فلما نسوا ما ذكروا به ) أي : أعرضوا عنه وتناسوه وجعلوه وراء ظهورهم ( فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) أي : فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يختارون ، وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم ، عياذا بالله من مكره ; ولهذا قال : ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) أي : من الأموال والأولاد والأرزاق ( أخذناهم بغتة ) أي : على غفلة ( فإذا هم مبلسون ) أي : آيسون من كل خير .
قال الوالبي ، عن ابن عباس : المبلس : الآيس .
وقال الحسن البصري : من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به ، فلا رأي له . ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له ، فلا رأي له ، ثم قرأ : ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) قال الحسن : مكر بالقوم ورب الكعبة ;أعطوا حاجتهم ثم أخذوا . رواه ابن أبي حاتم .
[/color] اشكر الادارة الكريمة على حسن اهتمامها بمقترحات اعضاء المنتدى ، وجزاكم الله الف خير.والى اخر بحث في هدا الموضوع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل المصطفى زوبير في الخميس يونيو 02, 2011 8:52 pm عدل 8 مرات
أم ندى عضو مميز
عدد الرسائل : 546 الموقع : في أرض الله الواسعة الجنسيه : عربيه : تاريخ التسجيل : 05/05/2011
موضوع: رد: سلسلة ومضات في انواع ومراحل الابتلاء (5) الثلاثاء مايو 31, 2011 9:38 pm
أحسن الله اليك ورفع قدرك في عليين دمتم في طاعة الله ورسولة
Admin
عدد الرسائل : 354 : تاريخ التسجيل : 07/02/2009
موضوع: رد: سلسلة ومضات في انواع ومراحل الابتلاء (5) الخميس يونيو 02, 2011 6:52 am
اخي الفاضل المصطفى: كالعاده موضوع جميل وسلسله لايمل من قرائتها تحضرني مقولة قرأتها مرة: "ليس كل من ينعم الله عليه ويوسع عليه رزقه يكون قد أكرمه, وليس كل من ابتلاه وضيق عليه رزقه يكون قد أهانه, بل يبتلي هذا بالنعم ويكرم هذا بالابتلاء"