بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله، ورسله اجمعين ،والعاقبة للمتقين. اما بعد:
ج-الابتلاء من اجل اخذ العبرة
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
*لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْء وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ*سوره يوسف
جاء في تفسير القرآن
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب .
ذكر الله جل وعلا في هذه الآية أن في أخبار المرسلين مع أممهم ، وكيف نجى الله المؤمنين وأهلك الكافرين - عبرة لأولي الألباب ، أي عظة لأهل العقول
وقال سبحانه وتعالى ايضا:
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين (
جاء في التيسير الميسر
هو الذي يسيِّركم -أيها الناس- في البر على الدواب وغيرها، وفي البحر في السُّفُن، حتى إذا كنتم فيها وجرت بريح طيبة، وفرح ركاب السفن بالريح الطيبة، جاءت هذه السفنَ ريحٌ شديدة، وجاء الركابَ الموجُ(وهو ما ارتفع من الماء) من كل مكان، وأيقنوا أن الهلاك قد أحاط بهم، أخلصوا الدعاء لله وحده، وتركوا ما كانوا يعبدون، وقالوا: لئن أنجيتنا من هذه الشدة التي نحن فيها لنكونن من الشاكرين لك على نِعَمك.
وقال تعالى ايضا:
إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155
جاء في التيسير الميسر
إن الذين فرُّوا منكم -يا أصحاب- محمد عن القتال يوم التقى المؤمنون والمشركون في غزوة "أُحد"، إنما أوقعهم الشيطان في هذا الذنب ببعض ما عملوا من الذنوب، ولقد تجاوز الله عنهم فلم يعاقبهم. إن الله غفور للمذنبين التائبين، حليم لا يعاجل من عصاه بالعقوبة.
وقال سبحانه:
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)
وجاء ايضا في نفس كتاب التفسير
أولما أصابتكم -أيها المؤمنون- مصيبة، وهي ما أُصيب منكم يوم "أُحد" قد أصبتم مثليها من المشركين في يوم "بدْر"، قلتم متعجبين: كيف يكون هذا ونحن مسلمون ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا وهؤلاء مشركون؟ قل لهم -أيها النبي- : هذا الذي أصابكم هو من عند أنفسكم بسبب مخالفتكم أمْرَ رسولكم وإقبالكم على جمع الغنائم. إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا معقِّب لحكمه.انتهى
واذا تاملنا الابتلاءات التي نشاهدها كل يوم ، نجد انها وجدت ليس فقط لتكفير ذنوب المؤمن او لعقاب العاصي اوالكافر،وانما وجدت ايضا لاخذ العبرة، فمثلا هذا اعمى وهذا امي وهذه عجوز ومع ذلك يحفظون القرآن ويحافظون على العبادات ، وهذا تقي ورع ومع ذلك يتعرض للمصائب والابتلاءات ،......اذا كان كل هذا مع هؤلاء فكيف بنا نحن، انحن افضل منهم واتقى ، انحن احسن سريرة وانقى ،لا والذي فلق الحب والنوى ،انهم لافضل واحسن واقرب للتقوى ،ولكننا اتبعنا النفس والهوى ،فاعتبروا يا اولي الالباب لعلكم تفلحون.
الى الحلقة المقبلة ان شاء الله ،واشكركم على ردودكم الطيبة ، التي لاتعبر الا على نقاء سريرتكم وحبكم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، واعلموا اننا كلنا يد واحدا لنصرة هدا الدين ولنصيحة المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته