بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد:
ب متابعة الصحابة رضي الله عنهم
قال تعالى:
وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [التوبة:100]
جاء في التيسير الميسر
وفي هذه الآية تزكية للصحابة -رضي الله عنهم- وتعديل لهم، وثناء عليهم; ولهذا فإن توقيرهم من أصول الإيمان. انتهى
ومن أصول أهل السنة والجماعة: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم، والتمسك بمنهجهم، نجتهد حيت اجتهدوا ونقف متى وقفوا.
قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله : قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا.أخرجه أبو نعيم في الحلية،.انتهى
فالصحابة هم من حققوا التطبيق الفعلي للدين، بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ،على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة،اطلع الله عليهم فاثنى عليهم ،وشاهدهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فرضي عنهم واوصى بهم وبسنتهم،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي.
وفي رواية: قيل فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي
حديث رواه الترمذي في سننه، ورواه ابن ماجه، ورواه الإمام أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وهو حديث مشهور
فلا مناص ادن من متابعة الصحابة،ان اردنا متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
فالمسلم الحق لايعبد الا الله ،والله سبحانه وتعالى امر بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم،والنبي صلى الله عليه وسلم اوصى بمتابعة الصحابة رضي الله عنهم ،تلازم لابد للمؤمن ان يمتثل له ،ان اراد النجاة كما جاء في الحديث السابق .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : من كان مستنّاً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كانوا ـ والله أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ـ معلقاً على هذا الأثر ـ: وقول عبد الله بن مسعود: كانوا أبرّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً كلام جامع؛ بيّن فيه حسن مقصدهم ونياتهم ببر القلوب، وبيّن فيه كمال المعرفة ودقتها بعمق العلم، وبيّن فيه تيسير ذلك عليهم وامتناعهم من القول بلا علم بقلة التكلف.المصدر منهاج السنة النبوية
وجاء ايضا في نفس المصدر:
كان اجتهاد الصحابة في مسائل الفقه والفروع أكمل من اجتهادات من بعدهم، وصوابهم أكمل من صواب المتأخرين، وخطؤهم أخف من خطأ المتأخرين ،
ولذا: قال الإمام الشافعي رحمه الله : هم فوقنا في كل علم وفقه ودين وهدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا.
يقول ابن القيم معلقاً على كلام الشافعي: قد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته... وحقيق بمن كانت آراؤهم بهذه المنزلة: أن يكون رأيهم لنا خيراً من رأينا لأنفسنا، وكيف لا وهو الرأي الصادر من قلوب ممتلئة نوراً وإيماناً وحكمة وعلماً ومعرفة وفهماً عن الله ورسوله ونصيحة للأمة، وقلوبهم على قلب نبيهم، ولا وساطة بينهم وبينه، وهم ينقلون العلم والإيمان من مشكاة النبوة غضّاً طريّاً لم يَشُبْه إشكال، ولم يَشُبْه خلاف. إعلام الموقعين لابن القيم.
وخطورة عدم متابعة الصحابي تتضح من خلال الحديث الاتي:
في سنن الدارمي وابو نعيم وسنده صحيح من قصة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما جاء إلى أولئك القوم المتحلقين في المسجد، ومعهم حصى، يعدون بها التكبير والتهليل والتسبيح، فقال لهم رضي الله عنه: (فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامنٌ أن لا يضيع من حسناتكم شيءٌ ، ويحكم يا أمة محمدٍ! ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرونَ، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملةٍ أهدى مِن ملةٍ محمدٍ أو مفتتحو باب ضلالةٍ.
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن؛ ما أردنا إلا الخير.
قال: وكم من مريدٍ للخيرِ لن يصبه) انتهى.
فهده القصة تبين بجلاء ان هولاء القوم امتتلوا لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تدعوا الى التسبيح والتهليل والتكبير،ولكنهم لم يتبعوا الصحابة في كيفية دلك ، هل باليد ام بالحصى،فوقعوا في المحضور،وفتحوا بابا من ابواب البدعة،وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، كما جاء في الحديث،ولو سكت الصحابي على دلك، وسكتنا نحن كدلك ، باعتباره من الجزئيات ، لاول كل واحد منا الاحاديث على هواه ،ولدهب كل جمل بما حمل ،والنتيجة ضياع الدين كما ضاعت اليهودية والنصرانية من قبل.
قال ابن القيم في اعلام الموقعين:
لقد تلقوا- اي الصحابة- النصوص بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم، وجعلوا الأمر فيها أمراً واحداً، وأجروها على سَنن واحد، ولم يفعلوا كما فعل أهل الأهواء والبدع، حيث جعلوها عضين؛ فآمنوا ببعضها، وأنكروا بعضها من غير فرقان مبين.انتهى
فاما اخي الكريم ان تتبع الصحابة ،ومن تبع سبيلهم واقتفى اثرهم في كل جزئيات الدين،وكما قلنا سابقا لايدري المؤمن في ايها تكون نجاته، واما ان تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله .
كما قال تعالى:
*ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا *النساء
والايات والاحاديث واقوال سلف الامة كثيرة في بيان خطورة عدم متابعة الصحابة، فلنكتفي بهدا القدر ،والى الاصل الثاني الاكثر تعقيدا وخطورة، الا وهو الاخلاص، وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.