بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد:
اطلالة مختصرة في بداية المنافقين وكشف المستور عن تاريخهم
1--النفاق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهد الحلفاء الراشدين
ان الاعداء عندما يفقدون زمام الامور في المعركة ، ويحسون انهم لامحالة خاسرون ، او انهم يكونوا ضعيفي الشخصية ولا يستطيعون المواجهة ولا يقدرون على ابراز الاعتراض او التفوه بما يخالف الاخرين ، عندها يتقمصون قميص النفاق ليستمروا بالعداء والخصومة. و اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم من المنافقين ما كانوا ليخفوا العداء لو كان المسلمون ضعفاء ، لأجل ذلك كان الإعتقاد بأن النفاق بدأ في المدينة; لأن الإسلام في مكة كان ضعيفاً، وما كان أحد يخافه.والدليل على هذا، ان ايات المنافقين في القران ، كانت في السور المدنية .
لكن مع هذا كله ، فان بعضهم يرى ان النفاق بدأ في مكة ، رغم ان دواعي النفاق فيها لم يكن الخوف، بل توقع البعض مستقبلا زاهراً للإسلام، الأمر الذي يضمن لهم موقعاً جيداً فيه . وهذا لادليل له والله اعلم ، والمقصود به فقط لمز بعض الصحابة رضي الله عنهم والتشكيك في صدق ايمانهم وهذا ما لايرضاه لا الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولاعامة المسلمين من اهل السنة والجماعة.
وقد تولى فتنة النفاق مبكراً أعرابٌ منافقون من اهل المدينة ومن حولها، كان القرآن قد حذّر منهم في قوله تعالى ((وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مّنَ الاْعْرَابِ مُنَـافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ))التوبة.
وقد بدأت هذه الفتنة صغيرة في إطارهؤلاء ،لكن سرعان ما توسعت كنار الهشيم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حيث تحولت من نفاق مستتر إلى ردة معلنة استوعبت أرجاء الجزيرة، حتى لم يبق على الإسلام في تلك الجزيرة التي وحَّدها محمد صلى الله عليه وسلم على صحيح الدين ،إلا مكة والمدينة ، فقد بدأ الأمر بشبهة أثاروها بعد ان قالوا في الزكاة: "كنا نؤديها لمن كانت صلاته سكن لنا" متذرعين بأن الله تعالى قال: ((خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَواتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
فقام ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأعلنها حربا لاهوادة فيها: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة". وطارد أبو بكر المرتدين في أرجاء الجزيرة حتى ردها كلها إلى الإسلام.
أما في عهد عمر بن الخطاب فقد تمكن من قمع النفاق واسكات صوته ،واخماد كل فتنة في مهدها، لكن مع هذا فد تمكن النفاق أن يطعن خنجره في خليفة المسلمين وهو يصلي بهم، ليلقى الله شهيدا، على يد المجوسي أبي لؤلؤة مع رجلين آخرين .
وهاهو النفاق يعيد نفسه ،يصحوعلى يد ابناء ابي لؤلؤة من بعض الفرق الرافضية الضالة ،ليترحموا على هذا المنافق المجوسي ، ويدعون له في المنابر ، ودبر كل صلاة، للتلبيس على اتباعهم ،ونشر ضلالتهم .
ثم تولى الخلافة بعد ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه، فتحرك النفاق بصورة لم يسبق لها زمن ، تمثّل في عبدالله بن سبأ وجماعته، حيث أظهر ذلك الرجل اليهودي الملقب بـ (ابن السوداء) الإسلامَ في زمن عثمان، وانطلى نفاقه على كثيرين، واجتمع على نفاقه الكثيرون!! فبدأ ينشط في الشام والعراق ومصر زاعماً النصح للمسلمين، وهو لا يريد إلا تفريق صفوفهم وبث الخلاف بينهم، وتجمع حوله أشباهه من المنافقين، وبدؤوا فتنتهم بالتنادي بلا حياء بعزل من كانت تستحي منه الملائكة، وتأثر بذلك بعض الصادقين الغافلين من المؤمنين الذين شوشت عليهم دعايات المنافقين وتهويلاتهم، وصدق الله إذ قال في شأن المسلمين مع المنافقين: ((وَفِيكُمْ سَمَّـاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّـالِمِينَ)).
وبعدها نشبت الفتنة ودب الصراع، فكانت المصيبة التي انتهت بقتل عثمان رضي الله عنه.
ثم بُويع بالخلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وباتت ظلال المصيبة بمقتل عثمان مخيمة على الأجواء، واختلطت مشاعر الحزن بمشاعر الغضب، حتى استحالتا إلى رغبة في الانتقام، ثم عزيمة على الثأر! ادت الى قتال المسلمين بعضهم بعضاً في طائفتين دعواهما واحدة، وقُتل من المسلمين خلق كثير، فُجع لأجلهم علي رضي الله عنه حتى تمنى لو كان مات قبل أن يرى ذلك!. لكن الامر لم يقف عند هذا الحد ، حيث انتدب المنافقون من يقتل الخليفة الرابع كما فعلوا بمن سبقه، ولمشيئة لايعلمها الا الله ،تمكنوا من مرادهم، وتم قتل الخليفةعلي رضي الله عنه وانتهى بانتهائه عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين.
ولا زال اذناب هؤلاء المنافقين ،من العلمانيين ، ينقبون في مزبلة تاريخهم لانتقاء ماشد من اقوال شياطينهم، اوتأويل بعض اقوال من اتفقت الامة على القبول بكتبهم، للنيل من من بعض صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم،بعد ان مات وهو راض عنهم، لاثارة الفتنة من جديد ،وزعزعة ايمان من لم تستقر انفسهم على التقوى .
الى اللقاء في الجزء الثالث ان شاء الله وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك