بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده اما بعد:
وكل هده التفضيلات في مكانة المراة في الاسرة– كما جاء في الجزء الاول - تفضيلات خاصة، اما التفضيل العام الدي حضيت به المراة في الاسلام فهو تسهيل دخولها الى الجنة ، كما جاء في حديث في صحيح ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت }
وفي الترمذي عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت [ ] الجنة } وقال الترمذي حديث حسن .
والاحاديث كثيرة لايتسع المقال لسردها كلها، وجميعها تصب في كون الرجل له حقوقه وواجباته، والمراة لها حقوقها وواجباتها .والاسلام اعدل بينهما .
بقيت لنا مسالة واحدة، وهي بما ان الاسرة مجتمع صغير فلا بد له من قيادة تحافظ على سيرورته وامنه ونظامه، واحقاق العدل فيه ،وتسيير شؤونه ، فمن ياترى سيقود هده الاسرة هل الرجل ام المراة ام هما معا.
الاثنان معا الكل يتفق على ان هدا لايمكن فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون
(ما أتخذ الله من ولد وما كان معه اله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون)
فالقيادة لاثنين وضح الله سبحانه وتعالى في هده الاية انها مستحيلة ويصعب تحقيقها او الاستمرار فيها ان وجدت،والمجتمعات من قديم الزمان والى اليوم لم نسمع ان هناك ملكان اورئيسان لدولة واحدة.
وعلم النفس يقرر أن الأطفال الذين يتربون في ظل أبوين يتنازعان على السيادة ، تكون عواطفهم مختلفة ، وتكثر في نفوسهم العقد والاضطرابات
تبقى المشكلة الان ،في الاختيار بين الرجل والمراة، هل الرجل هو من سيقود الاسرة ام المراة ؟
هنا تدخل الشرع وفض النزاع ،واختار الرجل لقيادة الاسرة ولقيادة المجتمع ككل ،ففي حديث
لأبي بكرة رضي الله عنه قال : لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيام الجمل بعد ما كِدت أن ألْحَق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم - قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. رواه البخاري
وسئل ابن تيمية رحمه الله عن امرأة تزوجت وخرجت عن حكم والديها . فأيهما أفضل : برها لوالديها أو مطاوعة زوجها ؟
فأجاب : الحمد لله رب العالمين . المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها وطاعة زوجها عليها أوجب
مجموع فتاوى ابن تيمية
فادا تدبرنا الايات والاحاديث واقوال سلف الامة وجدنا ان الشرع اختار الرجل للقيادة، فاما ان نرضى بما جاء عن الله سبحانه وتعالى، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ،واما ان نعترض ويكون حالنا كحال بني اسرائيل مع نبيهم في سورة البقرة:
قال تعالى
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ،(
والاعتراض على حكم الله اوحكم رسوله صلى الله عليه وسلم يعتبر كفرا بواحا يستوجب لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ،
اعادنا الله واياكم من هدا.
وخلاصة القول ان المراة مند فجر الاسلام والى اليوم وهي تعيش مع الرجل في وحدة ووئام ، كل يقوم بدوره حسب موقعه في الاسرة ، ولم تشتكي المراة الا فيما ندر ، ونجد ان الرجل ليس له مع زوجته عقد مكتوب او ابناء ومع دلك لم نسمع عن زوج هجر زوجته او امراة فرت من زوجها، الا في ما ندر كدلك .
اما اليوم فقد اصبحت المراة تتمتع بمزايا عديدة لم تكن موجودة في سالف العصور، ومع هدا فهي دائمة الشكوى ،لاتحصل على حق حتى تطالب بالثاني،ولا تحصل على الثاني حتى تطالب بالثالث ، فاضحى الرجل في حيرة من امره ، ايهجر ام يقتل ام يداري، فتحولت الاسرة الى حلبة للصراع الدائم بين الازواج، وكل هدا بسبب دعاوى العلمانيين المنافقين الدين لايغمض لهم جفن حتى تهدم جميع البيوت لينفردوا بالمراة ويفعلوا بها مايشاءون .
ولتعلم جميع النساء المؤمنات انهن ادا تبين لهن ان ازواجهن لايصلحن لقيادة الاسرة، وانهن احسسن بتفوق عقلي او مادي او حتى جسماني على ازواجهن ، واردن القيادة فانهن باستطاعتهن دلك وفي اطار الشرع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها
الحديث في البخاري( كتاب الحيض-باب ترك الحائض الصوم)
والشاهد عندنا في هدا الحديث ان المراة باستطاعتها ان تكسب الرجل بمعاملتها الحسنة وتجعله طائعا ومستسلما لها في الحق، دون صراع ودون اقصاء حتى وان كان هدا الرجل حازما ، فما بالك ان كان دون دلك كما تدعين ،فاين انتن من هدا ايتها النساء المدعيات للدكاء والفطنة ، بل اين انتن من قول القائل كل رجل عظيم وراءه امراة بمعنى انه ادا شاهدتم رجلا عظيما فاعلموا ان دلك كله بسبب امراة شجعته ووقفت بجانبه ،
لكن للاسف بعضهن لايعرفن هدا ولا يعرفن الا طاعة العلمانيين وخدمتهم بدلا من طاعة ازواجهن فالويل ثم الويل لهن ان متن على هدا .
فما بقي الا ان ادعو النساء العاقلات التائبات الصالحات ان يتكاتفن ويضاعفن الجهود ضد هؤلاء العلمانيين المنافقين للدفاع عن الاسرة المسلمة والمراة المسلمة حتى لاينهار هدا الحصن ، فينهار معه الاسلام والمسلمين.
وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.