بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده اما بعد:
كنت اهيء لبحث في موضوع المنافقين ، وتصفحت في الانترنيت بحثا عن شواهد ادعم بها بحثي ،فاثارتني شكوى في موقع ملتقى الخطباء،رفعت الى الائمة والدعاة ، مفادها ان هناك سلسلة من الظلم تمارس على المراة من قبل من فسدت اخلاقهم من المسلمين،وانه يجب عليهم ان يعطوا للموضوع ما يستحق لنشر الوعي لدى هده الطائفة ،فانتابني شعور غريب احسست معه ان هده الدعاوى ماوجدت الا لاشعار المجتمع ان المراة مظلومة ومهضومة الحقوق، حتى يهيئوا المجتمع لتقبل ادعياء حقوق المراة من العلمانيين للانقضاض على مدونة الاسرة وتغييرها وفق احكام الغرب وادنابهم من المنافقين ،كما وقع في بلادنا المغرب ، لدا احببت ان ادلي بدلوي في الموضوع ، ليس ندا للدعاة الربانيين والخطباء المتقين ولا منافسا لهم، ولكن اردت ان اقرب الصورة لاخواني واخواتي واحدرهم من كيد الكائدين حتى تصان كرامة المراة والاسرة معا.
مكانة المراة في الاسلاممن الاخطاء الشائعة ان نقول ان الاسلام ساوى بين الرجل والمراة وبين الولد والبنت، ولكن الصواب ان نقول ان الاسلام اعدل بين كل اطراف المجتمع،لان المساواة تعطي الحق لمن يستحق ومن لايستحق اما العدل فهو اعطاء كل دي حق حقه،فادا ساوينا بين الرجل والمراة ظلمنا المراة والرجل معا لان حقوقهما مختلفة ،فالادلة الشرعية اعطت الحق للمراة من جانب واعطت الحق للرجل من جانب اخر، وادا احصينا الحقوق وجدنا ان للمراة النصيب الاكبر ،فلا داعي لان يتشدق بعض العلمانيين والمنافقين ليخرجوا المراة من مكانتها الشرعية ومن اسوار اسرتها ليجعلوا منها مادة لتسويق افكارهم الهدامة وبضاعتهم المزجات، ومتاعا يتلددون بها متى شاءوا من غير وجه حق، ثم يقدفون بها متى ظهرلهم عدم الجدوى منها،
وقبل التطرق الى الادلة يجب ان نفهم اولا ماهي الاسرة؟
الاسرة هي مجتمع صغير نشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد شرعي يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع الكبير، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد.
وهي الخلية التي توفر للطفل الظروف الملائمة لنمو يستطيع من خلالها اكتساب شخصية تؤهله لان يكون فردا صالحا في المجتمع.
فكيف يتاتى هدا في ظل دعوة الشرع؟
اول المراة في الاسرة كأمجاء في حديث للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري
قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر
وقال عياض : وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب ،
مكانة المراة في الاسرة كاخت في حديث أبي رمثة بكسر الراء وسكون الميم بعدها مثلثة " انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول : أمك وأباك ، ثم أختك وأخاك ، ثم أدناك أدناك " أخرجه الحاكم هكذا ، وأصله عند أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وابن حبان ، والمراد بالدنو القرب إلى البار . قال عياض :تردد بعض العلماء في الجد والأخ ، والأكثر على تقديم الجد . قلت : وبه جزم الشافعية ، قالوا : يقدم الجد ثم الأخ ،ومثله في مصنف ابن ابي شيبة وكتاب الزهدلهناد بن السري
وهو حديث مرفوع إسناده متصل، رجاله ثقات، وجهالة الصحابي لا تضر
والشاهد عندنا فيه ان الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الاسبقية للاخت على الاخ في البر بهما
مكانة المراة في الاسرة كابنةعَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُنِي ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ ، فََاعَطَيْتُهَا إِيَّاهَا ، فَأَخَذَتْهَا فَشَقَّتْهَا بَيْنَ بِنْتَيْهَا ، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَتْ ، فَخَرَجَتْ هِيَ وابْنَتَيْهَا ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ذَلِكَ ، فَحَدَّثَتْهُ حَدِيثَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ ". وهو حديث مرفوع إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الشيخينانتهى
وهده المكانة التي اعطيت للبنات لم تعط للاولاد
مكانة المراة في الاسرة كخالة اوعمةسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كن له حجاباً من النار "هل يكون حجاباً من النار لوالدهن فقط أم حتى الأم شريكة في ذلك ؟
وأنا عندي (ولله الحمد ) ثلاث بنات ؟
الاجابة:
الحديث عام للأب والأم بقوله صلى الله عليه وسلم :
" من كانت له ابنتان فاحسن إليهما كن له ستر اً من النار "
وهكذا لو كان له أخوات أو عمات أو خالات أو نحوهن فأحس
إليهم فانا نرجو له بذلك الجنة فإنه متى أحسن إليهن فإنه بذلك
يستحق الأجر العظيم ويحجب من النار ويحال بينه وبينها
والشاهد عندنا هو ان الشرع فضل العمة والخالة على العم والخال.
فانظري ياختي العزيزة لحد الان اربع تفضيلات للمراة مقابل لاشيء بالنسبة للرجل .
فاين المساواة هنا يامن تطلبنها بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير، فمثلكن كما جاء في القران في سورة البقرة
مثلهم كمثل الدي استوقد نارا فلما اضاءت ماحوله دهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون(.
مكانة المراة في الاسرة كزوجةقال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة
)ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم( جاء في تفسير القرطبي
قوله تعالى : ولهن أي لهن من حقوق الزوجية على الرجال مثل ما للرجال عليهن ، ولهذا قال ابن عباس : إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي ، وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها علي ؛
وقوله تعالى : ( وللرجال عليهن درجة ) قال ابن عباس : بما ساق إليها من المهر وأنفق عليها من المال وقال قتادة : بالجهاد وقيل بالعقل وقيل بالشهادة وقيل بالميراث وقيل بالدية وقيل بالطلاق لأن الطلاق بيد الرجال وقيل بالرجعة وقال سفيان وزيد بن أسلم : بالإمارة انتهى
الى اللقاء في الجزء الثاني ان شاء الله.