بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة ,السلام على رسول الله اما بعد
قال شيخناصالح الفوزان حفظه الله من كل سوء :
وهذا القرآن ليس المقصود منه أننا نحفظه ونرتله ونحسن به أصواتنا ونترنم به ،هذا طيب، لكن المقصود أن نتعلمه وأن نعلمه وأن نتدبره وأن نعمل به حتى ننتفع به ويكون حجةً لنا عند الله سبحانه وتعالى، وأما من لا يعمل به فإنه حجةٌ عليه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "القرآن حجة لك أو عليك" ، وإذا كان كذلك فلا يكفي أننا نتعلم القرآن ونحفظه ونجوده ونقرأ القراءات العشر أو السبع ليس هذا هو المقصود، المقصود وراء ذلك وأكثر من ذلك أن نتدبره: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) قال سبحانه وتعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)، وقال جلَّ علا: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) فلابد من تدبر القرآن، بمعنى أننا نتفهم هذا القرآن تفهماً صحيحاً، نتفهمه ونعرف تفسيره على الوجه الصحيح، ونعلم ما فيه من الحجج والبينات والأحكام الشرعية ثم بعد ذلك لابد أن نعمل به، فلا يكفي أنك تحفظ القرآن وتجود القرآن ولا يكفي أنك تتدبر وتعرف التفسير الصحيح لا يكفي هذا، هذا كله وسائل، والغاية هو العمل بالقرآن، العمل بالقرآن على بصيرة، العمل بالقرآن كما أنزله وكما اراده عز وجل .