بسم الله الرحمن الرحيمكان الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله انموذج
لعلماء السلف السابقين والأئمة المتقدمين وكان علمه مبنيٌ على الكتاب والسنة فنفع الله بعلومه الجمّة .
بين طيات هذه الصفحات المباركه بإذن الله سأنثر لكم بعضاً من فوائد بن عثيمين رحمه الله في تفسيره لبعض الأيات.الفائدة الأولى
قال رحمه الله:
إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً، ولا نافعاً، ولم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى:
(وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) الكهف:28 ...أي: انفرط عليه وصار مشتتاً، لا بركة فيه،
وليُعلم أن البعض قد يذكر الله؛ لكن يذكره بقلب غافل، لذا قد لا ينتفع.
قال رحمه الله معلقا على قول الله تعالى: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) الكهف:18:" تأمل قوله تعالى: (نقلبهم) ففيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه،فلو طلق، أو قال: في ذمتي لفلان كذا، لم يثبت، لأنه لا قصد له.
وفي تقليبهم، وعدم استقرارهم على جنب واحد فائدة بدنية، وهي توازن الدم في الجسد " .
قال الله تعالى في سورة العاديات: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ{9} وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ{10})قال الشيخ طيب الله ثراه:
ومناسبة الآيتين لبعضهما: أن بعثرة ما في القبور إخراج للأجساد من بواطن الأرض، وتحصيل ما في الصدور إخراج لما تكنه فيها، فالبعثرة بعثرة ما في القبور عما تكنه الأرض، وهنا عما يكنه الصدر، والتناسب بينهما ظاهر.
قال الله تعالى في سورة الذاريات: (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ (36))
قال الشيخ رحمه الله:
يؤخذ منها أن البلد إذا كان المسيطر عليها هم المسلمون فهو بلد إسلامي وإن كان فيه نصارى أو يهود أو مشركون أو شيوعيون لأن بيت لوط بيت إسلام مع أن امرأته كافرة.
قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}التغابن16قال الشيخ رحمه الله:
" هل قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} تخفيف أم تكليف؟
يحتمل الأمرين:
فإن قلنا إن المعنى: لا تقصروا عما تستطيعون، فهذا تكليف،
وإن قلنا إن المعنى: لا يلزمكم فوق ما تستطيعون، فهو تخفيف،
وأكثر الناس يستدلون بهذه الآية في التخفيف دون التكليف " .
قال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }البقرة114قال الشيخ رحمه الله: يؤخذ من هذه الآية أنه لابد أن يكون ذكر الله باسمه أما ذكره بالضمير المفرد فبدعة مثل طريقة الصوفية عندما يقولون أفضل الذكر أن تقول (هو) (هو) لأنهم يقولون أنك لا تشاهد إلا الله - والعياذ بالله - ولا شك أن هذا من البدع وليس ذكرا بل هو من المنكر
قال الله تعالى في سورة الواقعة: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون َ(65))قال الشيخ طيب الله ثراه: أي: بعد أن يخرج وتتعلق به النفوس يجعله الله حطاما، ولم يأت التعبير بـ(لو نشاء لم ننبته) لأن كونه ينبت وتتعلق به النفس،ثم يكون حطاما أشد وقعا على النفس من كونه لا ينبت أصلا
قال الله تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } (الأحقاف:24)قال شيخنا رحمه الله: من حكمة الله تعالى أن الريح لم تأتهم هكذا، وإنما جاءتهم وهم يؤملون الغيث والرحمة ،فكان وقعها أشد، ومجيء العذاب في حال يتأمل فيها الإنسان كشف الضر يكون أعظم وأعظم .
قال الله تعالى عن قرى قوم لوط: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } (الحجر:74)قال الشيخ رحمه الله: هذا من المناسبة بوضوح، فإنهم لما انقلبوا عن الحقيقة والفطرة
ونزلوا إلى أسفل الأخلاق جعل الله أعالي قريتهم سافلها....
قال الله تبارك وتعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف 22قال الشيخ رحمه الله:
"قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِوَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} ولم يقل رجما بالغيب، بل سكت، فهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم؛ لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث، صار الثالث صوابا .