مما راق لي في الأدب
ودمعت الأرض
نتعامل دائمًا في حياتنا مع الجمادات بأنها لا تحس ولا تشعر مع أننا نراها أحياناً تفرح وتبتهج لفرحنا وتأسى وتحزن لحزننا، غير إننا لا ندري ما تحمل بين طياتها من العواطف الوجدانية التي من شأنها تفجير ينابيع العيون بالدموع التي لاترى ولاتراق ..
فيا لله من شوق يصيب الأرض على موت وفراق الأخيار الذين كانوا لها يعمرون بكل طاعة فما من شبر يسكنونه إلا ويدوي بالتسبيح والتحميد والتهليل ويكون متحدثاً يوم القيامة شاهداً لهم بين يدي الله (يومئذٍ تحدث أخبارها) ..
ولئن بكى الناس على موت حبيب أو صديق فإن الأرض تشاركهم الحزن والبكاء حفظاً لذكرى خالدة سطرها على جبينها، إذ كان ممن يطأها بالطاعة ويعمرها بما جبلت على حبه من الخير والصلاح ..
ولئن فاضت أنفس الشرفاء الأطهار حمداً لربهم على موت شرير وهلاك عربيد فإنه يعز على الأرض أن تأسى أو تحزن أو تبض بدمعة لوعة وشجى على من كان حاله كذلك قال الله تعالى:
{فما بكت عليهم السمآء والأرض وما كانوا منظرين}