أم ندى عضو مميز
عدد الرسائل : 546 الموقع : في أرض الله الواسعة الجنسيه : عربيه : تاريخ التسجيل : 05/05/2011
| موضوع: مشروعك الذي يلائمك الأربعاء مايو 25, 2011 3:09 am | |
| مشروعك الذي يلائمك .. والمشروعات كثيره ومتنوعة
من سنن الله في خلقه أن قسم بينهم مواهبهم وملكاتهم كما قسم أرزاقهم وطبائعهم وأخلاقهم، وفاوت بين عقولهم وفهومهم كما فاوت بين ألسنتهم وألوانهم؛ }وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ{ [الروم: 22]، وهذا الاختلاف والتِّبيان موجود في الأمور الدِّينيَّة والدُّنيويَّة؛ ففي الأمور الدِّينية نجد مَن فتح له في باب الصلاة، ومن فتح له في باب الصدقة، ومن فتح له في باب الصيام، ومن فتح له في القرآن وإقرائه، ومن هو من أهل التوحيد والحديث والفقه والتفسير.
ومنهم من يُفْتَحُ له في مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين، وتفريج الكروب وسدِّ الدُّيون وكفالة الأيتام ورعايتهم ومواساتهم وتعليمهم والمحافظة عليهم؛ فهو في عمل متواصل.
ومنهم من يفتح له في باب الشَّفاعة والإصلاح بين الناس؛ فيفكَّ أسيراً، ويحقن دما، ويدفع مكروها، ويحق حقا، ويمنع باطلا، ويرفع ظلما. وفي الأمور الدُّنيويَّة نجد من فتح عليه في الطِّب، أو الهندسة، أو التجارة، أو في مجال التقنية، أو التسويق.. وهكذا.
البعض عنده مشروع زواج لإعفاف نفسه.. ومشروع الحصول على الدكتوراة!.. ومشروع بناء بيت!.. وشراء سيارة!.. وعمل في شركة!.. وافتتاح مؤسَّسة خيرية!.. وعمل موقع دعوي!.. وتعلم لغة!..
والمشروعات منها مشروعات طويلة لا يمكن تحقيقها إلا بعد فترة زمنية طويلة تستغرق سنوات؛ مثل: الدراسات العليا، وتكوين أسرة صالحة وعمل مؤسَّسي دعوي.
وهناك مشروعات قصيرة تتراوح فترتُها الزَّمنيَّةُ بين السَّنة إلى السَّنتين؛ مثل: مشروع حفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغات والحاسب الآلي، والمشاركة في الأعمال التَّطَوُّعيَّة، وفي الأنشطة الدَّعوية؛ إما بتعليق إعلانات لمحاضرة، أو توزيع شريط أو كتيِّب أو مطويَّة، أو إقامة ملتقيات وندوات، أو مساعدة الجمعيَّات الخيرية في مشروعاتهم الخيرية؛ كتفطير صائم، وتوزيع موادَّ عينيَّة على المحتاجين والأسر الفقيرة، وكفالة الأيتام... وغيرها.
والمشروعات منها ما هو رئيسي يحتاج إلى تركيز ووقت، ومنها ما هو فرعي. وهناك مشروعات مستغرقة تأخذ وقت الإنسان كاملاً، ومشروعات يمكن الجمع بينها. هناك مشروعات فرديَّة ومشروعات جماعية، والمشروعات الجماعية أنجح وأنفع وأكثر احتمالاً للنَّجاح؛ فالمشروعات كثيرة؛ فهناك مشروعات دعوية، علمية، اجتماعية، تجارية، إعلامية.
فالدَّعوية كالدعوة عبر التَّجمعات الأسرية الشهرية، أو شراء مجموعة من المطويَّات وتوزيعها على الورش والمصانع والشَّركات.. والتَّوعية في المستشفيات والمراكز الصِّحِّيَّة، وتفعيل لوحة الفتاوى والتَّوجيهات الإرشاديَّة، والمغلَّفات الدَّعويَّة، ورسائل البريد الإلكتروني، ورسائل الجوَّال الدَّعوية، والنشر الإلكترونيّ في المنتديات.
والمشروعات العلمية كترجمة بعض المقالات التي تفيد المسلمين من العلوم الطبية أو الإنسانية أو الإدارية، والقراءة المثمرة، وإعداد الدراسات والأبحاث، والكتابة، وحفظ بعض الأحاديث، وتعلُّم دراسات معينة كاللغات، والحاسب الآلي، والإنترنت، والدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ثم ممارسة وإتقان ما يمكن إتقانه من كل ذلك.
والمشروعات العبادية: كورد بشر بن الحارث كان يقرأ ثلث القرآن، وعروة بن الزبير كان يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا، ويقوم به الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، والإمام أحمد بن حنبل كان يقرأ كل يوم سبعاً، فيختم كلَّ سبع ليال ختمة.
والمشروعات الاجتماعية: كالزواج، وزيارة المرضى في المستشفيات ومساعدتهم، وكفالة الأسر الفقيرة: وقد كان علي بن الحسين– زين العابدين رحمه الله- يحمل الطعام بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظُّلمة، وكان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل، ولما مات وجدوا بظهره أثراً ممَّا كان ينقل الجرب بالليل منازل الأرامل([1]).
والمشروعات التِّجارية: مثل البدء بمتجر صغير؛ فهذا رجل افتتح متجراً صغيراً لقطع غيار وزينة السيارات، أصبح فيما بعد شركة لها إحدى وثلاثون فرعاً في أقل من عشرين عاماً، حجم محفظتها الاستثمارية مئات الملايين من الدُّولارات وربَّما المليارات. وكثير من الأعمال الضخمة والشركات الكبيرة كانت يوما ما مشروعا صغيرا: كمحرك البحث "جوجل" وكحمل للصرافة بدء صغيرا ثم أصبح مصرفا كبيراً ومطعم صغير صار سلسلة مطاعم... وغيرها.
والمشروعات التَّطَوُّريَّة كتعلم مهنة أو حرفة أو صنعة أو صيانة.
والمشروعات الإعلامية كإنشاء قناة فضائية، أو موقع الكتروني، أو مجلة هادفة.
كلُّ شاب قادر على القيام بمشروع
لا يخلو مسلم من وجود نقطة تميزه ونواحي إبداع تبرزه؛ فلابد من إخراجها؛ لينتفع بها المسلمون؛ ذلك أنَّ الذي يعيش لنفسه يعيش صغيراً بسيطاً، وكذلك يموت، والذي يعيش لأمَّته يعيش كبيراً عظيماً؛ وكذلك يموت إن شاء الله.
ومن لم تتبلور عنده خصالُ التَّمَيُّز أو نقاط القوة، فليعمل على تَلَمُّسها وصَقلها وتنميتها، ولا يتصور أن هنالك أحداً يخلو من موهبة معيَّنة، أو طاقة ينفرد بها.
إنَّ كلَّ شخص على وجه هذه البسيطة يملك القدرةَ ليكون شخصاً مبدعاً موهوباً؛ أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- يقود جيشاً عرمرماً، وفيه كبارُ الصَّحابة، وكان لا يتجاوز عمرُه حينها العشرين عاما([2]).
وابنا عفراء– معاذ ومعوذ رضي الله عنهما: يتصدَّيان لقتل فرعون هذه الأمَّة أبا جهل.. فيبتدراه بسيفيهما فيضرباه حتى يقتلاه([3]).
وابنُ عبَّاس- رضي الله عنهما- ترجمان القرآن: كان مرجعيَّةً علميَّةً وآيةً في الفهم والحفظ على صغر سنِّه.
قال الشَّافعيُّ- رحمه الله: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين([4]).
كثير من الناس لا يعرف ما عنده من نعمة الله عز وجل عليه؛ فإن قلتَ له: ضع مشروعاً لتحفظ شيئاً من القرآن، أو شيئاً من العلم، قال: أنا ذاكرتي ضعيفة وإمكانياتي العقلية محدودة، ولا أستطيع أن أحفظ؛ وذلك لأنَّه لم يبدأ بشيء من خطوات هذا المشروع، ولو فعل لاكتشف في نفسه ما كان جاهلا به.
([1]) سير أعلام النبلاء (4/393).
([2]) البداية والنهاية (6/204).
([3]) رواه البخاري (4020) ومسلم (1800).
([4]) سير أعلام النبلاء (19/7). | |
|
الغريبه
عدد الرسائل : 247 الموقع : في دنيا الفناء الجنسيه : سعوديه : تاريخ التسجيل : 28/04/2011
| موضوع: رد: مشروعك الذي يلائمك الأربعاء مايو 25, 2011 4:09 am | |
| بارك الله فيك مشكوره أختي أم ندى | |
|