[center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح أذكار الصباح والمساء وفضلها
(اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ،اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ،اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ،اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) رواه أبو داود
بدأ صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء العظيم بسؤال الله العافيه في الدنيا والآخره ،فهي دعوه جامعه وشامله للوقايه من الشرور كلها في الدنيا والآخره ، والعافيه لايعادلها شيء ، ومن أعطى العافيه في الدنيا والآخره فقد كمل نصيبه من الخير .
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا : أي أطلب منك محو الذنوب ، والوقايه من كل أمر يضرني من مصيبة أو بلاء .
والآخره : أي أطلب منك الوقايه من أهوال الآخره وشدائدها، ومافيه من أنواع العقوبات .
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني : أي أطلب الوقايه من كل أمر يشين الدين أو يخل به " كذب - غيبه - نميمه " .
ودنياي : أي أطلب الوقايه منك يارب من كل أمر يضرني من مصيبة أو بلاء .
وأهلي : أي أطلب الوقايه لأهلي من الفتن ، وحمايتهم من البلايا والمحن .
ومالي : أي أن تحفظه مما يتلفه من غرق أو حرق أو سرقه أو نحو ذلك .
فجمع في ذلك سؤال الله الحفظ من جميع العوارض المؤذيه والأخطار المضره .
اللهم أستر عوراتي : أي عيوبي وتقصيري وكل مايسوؤني كشفه ، ويدخل في ذلك الحفظ من أنكشاف العوره ، وحري بالمرأه أن تحافظ على هذا الدعاء ، ولاسيما في هذا الزمان الذي كثر فيه تهتك النساء وعدم عنايتهن بالستر .
وآمن روعاتي : آمن : من الأمن هو ضد الخوف ، والروعات : جمع روعه ، وهو الخوف والحزن ،ففي هذا سؤال الله أن يجنبه كل أمر يخيفه أو يحزنه أو يقلقه ، وذكر الروعات بصيغة الجمع إشارة إلى كثرتها وتعددها .
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي : فيه سؤال الله الحفظ من المهالك والشرور التي تعرض للإنسان من الجهات الست ، فقد يأتيه الشر والبلايا من الأمام ، أو من الخلف ، أو من اليمين ، أو من الشمال ، أو من فوقه ،أو من تحته ، وهو لايدري من أي جهه قد يفاجأه البلاء أو تحل به المصيبه ، فسأل ربه أن يحفظه من جميع جهاته ، ثم إن من الشر العظيم الذي يحتاج الإنسان إلى الحفظ منه : شر الشيطان الذي تربص بالإنسان الدوائر ، ويأتيه من أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، ليوقعه في البلايا والمهالك ، وليبعده عن سبيل الخير كما في دعواه في قوله { ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } سورة الأعراف 17
فالعبد بحاجه إلى حصن من هذا العدو ، وواق له من كيده وشره ، وفي هذا الدعاء العظيم تحصين للعبد من أن يصل إليه شر الشيطان من أي جهة من الجهات ، لأنه في حفظ الله ورعايته .
وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي : فيه إشارةٍ إلى عظم خطورة البلاء الذي يحل بالإنسان من تحته كأن تخسف به الأرض ، وهو نوع من العقوبه التي يحلها الله عز وجل ببعض من يمشون على الأرض دون قيام منهم بطاعة خالقها ومبدعها كما قال تعالى: { فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحه ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } سورة العنكبوت 40 (فقه الأدعيه والأذكار للبدر 3/30 بشيء من الأختصار ).