بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (157) سورة الأعراف
في الآية المباركة عدة أبحاث:
1- فهي في بدايتها تتحدث عن مواصفات رسول الله صلى الله عليه وآله .
2- وفي أواخرها تتحدث عن مواصفات الذين اتبعوه .
3- وفي وسطها تتحدث عن الأسس الأولية لرسالة النبي ومنها:
أ- الأمر بالمعروف
ب- النهي عن المنكر
ج- يحل لهم الطيبات
د- يحرم عليهم الخبائث
هـ - وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ.
ومحل البحث هو القسم الخامس :
المعنى اللغوي للأصر :
قال الراغب : الأَصْرُ: عقد الشيء وحبسه بقهره، يقال:
أَصَرْتُهُ فهو مَأْصُورٌ، والمَأْصَرُ والمَأْصِرُ: محبس السفينة. قال اللّه تعالى: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ﴾[1] أي: الأمور التي تثبطهم وتقيّدهم عن الخيرات وعن الوصول إلى الثواب، وعلى ذلك: ﴿وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً﴾ [2]، وقيل: ثقلا [3]. وتحقيقه ما ذكرت.
والإِصْرُ: العهد المؤكّد الذي يثبّط ناقضه عن الثواب والخيرات، قال تعالى: ﴿أَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي﴾ [آل عمران/ 81]. [4]
وقال المصطفوي : والتحقيق أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة هو الحبس الأكيد والتقيّد الموجب للتثقّل من أمور معنوية. ومن مصاديقه: مفاهيم- العقد، الثقل، الذنب، العهد، القرابة، وأمثال ذلك ممّا يستفاد منه القيد المؤكّد والضبط والحبس الشديد والتعهّد الملزم، وفي كلّ من هذه المفاهيم يلاحظ معنى القيد الملازم للثقل.
﴿رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا﴾ - 2/ 286.
أي ما يوجب التثبّط والتقيّد والشدّة والضيق والتحبّس والابتلاء كما وقع في الأمم السابقة. ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ - 7/ 157.
أي ويرفع عنهم الشدّة والضيق والكلفة والابتلاء المعنويّة، والتقيّدات بالأغلال الّتي كانت عليهم ظاهرا، بالتكاليف الشاقّة والعادات السخيفة والأعمال الباطلة.
قالَ: ﴿أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي﴾ - 3/ 81. أي ما أخذت منكم من التعهّد والإقرار والقبول بتكليف الإيمان بالرسل ونصرتهم- وهي التقيّد الشديد المأخوذ من جانب اللّه تعالى والمحدوديّة الثقيلة. [5]
والخلاصة: أن الأصر هو الثقل الذي ألزموا به وتعبدوا عليه كما قال النحاس: (وأصله في اللغة الثقل وهو ما تعبّدوا به مما يثقل) [6].
وقال السيد الطباطبائي وهو يتحدث عن سعة الإسلام لروح الحياة في تشريعاته وقوانينه: (وهو الدين الوحيد الذي أحصى جميع ما يتعلق به حياة الإنسان من الشئون والأعمال ثم قسمها إلى طيبات فأحلها، وإلى خبائث فحرمها، ولا يعادله في تفصيل القوانين المشرعة أي شريعة دينية وقانون اجتماعي، وهو الدين الذي نسخ جميع الأحكام الشاقة الموضوعة على أهل الكتاب واليهود خاصة، وما تكلفها علماؤهم، وابتدعها أحبارهم ورهبانهم من الأحكام المبتدعة) [7].
أي أن اليهود والنصارى كانت لديهم تلك القيود التي وضعها عليهم علماؤهم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان جاء الإسلام لأن يضعها عن المجتمع الذي كان مقيداً بها ويتعبد عليها ظناً منه أنها من الله وهي من بدع رؤسائهم كما كانت الخرافات التي يتعبد ويتقيد بها مجتمعات الجاهلية في الجزيرة العربية وغيرها.
البدع والخرافات أغلال للمجتمع:
إن البدع والخرافات التي تنتشر في أي مجتمع من المجتمعات قديمة كانت أم حديثة جاهلية أم إسلامية هي في الواقع ثقل، وقيود وأغلال تثقل كاهله.
المعنى اللغوي للبدعة:
قال الطريحي: و "البدعة" بالكسر فالسكون الحدث في الدين، وما ليس له أصل في كتاب ولا سنة، وإنما سميت بدعة لأن قائلها ابتدعها هو نفسه، والبدع بالكسر والفتح جمع بدعة. ومنه الحديث "من توضأ ثلاثا فقد أبدع"
أي فعل خلاف السنة، لأن ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله فهو بدعة.
قال بعض شراح الحديث: البدعة بدعتان بدعة هدى وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به، لأن النبي قد جعل له في ذلك ثوابا فقال "من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها" [8]
ولكن ينبغي الالتفات إلى أن هذا التقسيم في غير محله فالبدعة إذا صدق عليها أنها بدعة فلا تكون هدى ولا حسن فيها لأنها لم تكن من الدين، لم تكن في الإسلام وما كانت كذلك فهي بدعة ضلال وإلا لقلنا بنقص الإسلام وتكملته من قبل الآخرين، بينما الإسلام شامل وكامل لكل مناحي الحياة .
وقال الراغب الأصفهاني: والبِدْعةُ في المذهب: إيراد قول لم يستنّ قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدمة وأصولها المتقنة، وروي: «كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار» [9].
فهذه الرواية لا تعطي حسناً لأي بدعة فقوله (كل بدعة ضلالة) كلمة (كل) من أدوات العموم فمدخولها شامل لأنواع البدع فلا يوجد فرد من أفراد البدع إلا وهو ضلالة.
وبما أنه قد تحدثنا في بعض خطبنا عن البدعة فنخص حديثنا الآن بالخرافة وكيف أن الأنبياء والرسل ركزوا على مكافحتها والقضاء عليها وتنظيف المجتمعات والعقول البشرية من هذه الرذائل والأوساخ التي تؤخر المجتمعات وتقضي عليها.
العناصر الرئيسة للخرافة:
الخرافات موجودة على مرّ التاريخ ومن أول الإنسان إلى يومنا هذا وهي قائمة على قدم وساق وحينئذ لا يمكن حصرها وتعريفها تعريفاً دقيقاً، لذا في البداية نشير إلى العناوين الكلية وبعد ذلك سوف نشير إلى بعض الأمثلة وهي كما يلي:
1- الذهاب إلى العِرافة.
2- قراءة الفال.
3- التواصل مع عالم الأرواح والجن.
4- الاعتقاد بتأثير النجوم في الحوادث والوقائع التي تجري على الأرض.
5- تأثير الأرواح الشريرة.
والملاحظ في هذه العناوين:
1- أن الخرافة تقوم على أشياء خفية وغير علمية.
2- أنها تتناقض مع العقل والفطرة. وأمثلة ذلك كثيرة.
مثلاً: بعض المرويات التي تتحدث عن عوج بن عناق الذي بلغ طوله 23033 ذراعاً.
قال القطب الراوندي: وأما عوج بن عناق فإنه كان جبارا في الأرض [10] عدوا لله وللإسلام وله بسطة في الجسم والخلق وكان يضرب يده [11] فيأخذ الحوت من أسفل البحر ثم يرفع [12] إلى السماء فيشويه في حر [13] الشمس فيأكله وكان عمره ثلاثة آلاف وستمائة سنة [14].
قال العلامة المجلسي تعقيباً على الرواية: أنها عامية.
وروي أنه لما أراد نوح أن يركب السفينة جاء إليه عوج فقال له احملني معك فقال نوح إني لم أومر بذلك فبلغ الماء إليه وما جاوز ركبتيه وبقي إلى أيام موسى فقتله موسى عليه السلام [15]
وقال السيد علي المدني:
وعُوجُ بنُ عُوقٍ كنُوح فيهما، أَو ابن عُنُقٍ بضمَّتين، أَو عَناق- كسَحَاب- وهو الصّوابُ، وهو اسمُ أُمِّهِ عَنَاقُ بنتُ آدمَ عليه السّلام، وهي أَوَّلُ من بَغَى على وجه الأَرضِ وعمل الفجورَ والسّحرَ، وكان مجلسها من الأَرضِ جريباً، فولَدَت عُوجاً، وكان طولُهُ ثلاثةً وعشرينَ أَلفٍ ذراعٍ وثلاثةً وثلاثين ذراعاً بذراعِ زمانِهِ، وكان يتناوَلُ الحوتَ من البحرِ ويرفعُهُ إِلى عين الشّمس فيشوِيهِ بحرِّها ويأكلُهُ، وعاش ثلاثة أَلاف سنةٍ حتّى أَهلكَهُ اللَّه على يد موسى عليه السّلام [16] .
وكيف كان فلا يمكن أن يصدق بأن طوله 23033 ذراعاً بذراع زمانه ويحتمل قوياً أنه أطول من ذراع زمانناً وربما إلى الضعف مرة أو مرات فكم يكون طوله وقد تحدث عدد من العلماء على الاشكال فيه.
وكذلك المبالغات في عدد الجيش الذين خرجوا لحرب الإمام الحسين عليه السلام وعدد من قتلهم الإمام الحسين وكذلك من قتلهم العباس عليه السلام وعدد ساعات يوم عاشوراء [17].
الفرق بين البدعة والخرافة:
البدعة واضحة: وهي أن يُدخل في الدين ما ليس منه وحينئذ فمن يعرف الدين وله خبرة به فسوف يتعرف على البدعة سواء أكانت في أصول الدين أو في فروعه. كنقل بعض الأحاديث أو بعض الحكم ونسبتها إلى النبي أو الإمام المعصوم وهي ليست كذلك، وهذا واضح. وحتى إذا حصل خلاف أنه هل هو من الشارع المقدس أم لا بعد البحث والتنقيب والبحث العلمي يتضح أنه من البدع أم لا ؟ كما في الروايات الإسرائيليات .
أما الخرافة: فليست كذلك بل يحيطها الإبهام والغموض والتعتيم والتعمية وإنما تطلق على معتقد أو عمل من الأعمال يراد توجيهه ببعض المسائل غير المعروفة أو تفسير بعض الآثار غير المعروفة إلى ظواهر طبيعية معروفة والتي يكون الخوف والرعب هما المسيطران والقسط الأوفر في السواد الأعظم لمن يسمع بها وتضادها للعقل ومحاولة إخضاعه لها.
المنافرة بين العقل والخرافة:
كما تقدم الخرافة تقوم على تحريك الخيال في قضايا وهمية لا واقع لها وبذلك تجانب العقل والقضايا العقلية بل ترفضه وقد يكون بينهما تضاد وتقاطع ومن ذلك ما يحل بالكون من خسوف القمر وكسوف الشمس وتعليل الحدث بموت عالم أو سيد شريف أو غير ذلك ومن تلك الأمثلة ما عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّهُ لَمَّا قُبِضَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله، جَرَتْ فِيهِ [18] ثَلَاثُ سُنَنٍ: أَمَّا وَاحِدَةٌ، فَإِنَّهُ لَمَّا مَاتَ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِفَقْدِ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا [19] أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، يَجْرِيَانِ [20] بِأَمْرِهِ، مُطِيعَانِ لَهُ [21]، لَايَنْكَسِفَانِ [22] لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَالِحَيَاتِهِ، فَإِنِ [23] انْكَسَفَتَا أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا، فَصَلُّوا.
ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ [24]، فَصَلّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْكُسُوفِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: يَا عَلِيُّ، قُمْ، فَجَهِّزِ ابْنِي، فَقَامَ عَلِيٌّ عليه السلام، فَغَسَّلَ إِبْرَاهِيمَ وَحَنَّطَهُ وَكَفَّنَهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِ، وَمَضى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله حَتَّى انْتَهى بِهِ إِلى قَبْرِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله نَسِيَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى إِبْرَاهِيمَ لِمَا دَخَلَهُ مِنَ الْجَزَعِ عَلَيْهِ، فَانْتَصَبَ قَائِماً، ثُمَّ قَالَ: يَا [25] أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَانِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِمَا قُلْتُمْ، زَعَمْتُمْ أَنِّي نَسِيتُ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى ابْنِي [26] لِمَا دَخَلَنِي [27] مِنَ الْجَزَعِ ، أَلَا [28] وَإِنَّهُ لَيْسَ كَمَا ظَنَنْتُمْ، وَلكِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَجَعَلَ لِمَوْتَاكُمْ مِنْ كُلِّ صَلَاةٍ تَكْبِيرَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ لَاأُصَلِّيَ إِلَّا عَلى مَنْ صَلّى.
ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ انْزِلْ [29]، فَأَلْحِدِ [30] ابْنِي، فَنَزَلَ، فَأَلْحَدَ [31] إِبْرَاهِيمَ فِي لَحْدِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّهُ لَايَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَنْزِلَ فِي قَبْرِ وَلَدِهِ؛ إِذْ [32] لَمْ يَفْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُمْ بِحَرَامٍ أَنْ تَنْزِلُوا فِي قُبُورِ أَوْلَادِكُمْ، وَلكِنِّي لَسْتُ آمَنُ- إِذَا حَلَّ أَحَدُكُمُ الْكَفَنَ عَنْ وَلَدِهِ- أَنْ يَلْعَبَ بِهِ الشَّيْطَانُ، فَيَدْخُلَهُ عِنْدَ ذلِكَ مِنَ الْجَزَعِ مَا يُحْبِطُ أَجْرَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ صلى الله عليه وآله». [33]
وفي مورد آخر رواه أيضاً عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [34]، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام، يَقُولُ: «إِنَّهُ لَمَّا قُبِضَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله، جَرَتْ فِيهِ [35] ثَلَاثُ سُنَنٍ [36]: أَمَّا وَاحِدَةٌ، فَإِنَّهُ لَمَّا مَاتَ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِفَقْدِ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله.
فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا [37] أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، تَجْرِيَانِ [38] بِأَمْرِهِ، مُطِيعَانِ [39] لَهُ، لَاتَنْكَسِفَانِ [40] لِمَوْتِ أَحَدٍ [41] وَلَالِحَيَاتِهِ، فَإِذَا [42] انْكَسَفَتَا أَوْ وَاحِدَةٌ [43] مِنْهُمَا فَصَلُّوا [44]، ثُمَّ نَزَلَ [45]، فَصَلّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْكُسُوفِ». [46]
ورواه الشيخ الصدوق في كتابه من لا يحضره الفقيه فقال:
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ [47] إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يَجْرِيَانِ بِتَقْدِيرِهِ وَيَنْتَهِيَانِ إِلَى أَمْرِهِ [48] وَلَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاةِ أَحَدٍ فَإِذَا انْكَسَفَ أَحَدُهُمَا فَبَادِرُوا إِلَى مَسَاجِدِكُمْ [49]
بعض الخرافات التي كانت في زمن الجاهلية:
1- إيقاد النار لجلب المطر.
2- ضرب البقر لطرد الجن والعفاريت .
3- كي الجمل السليم لشفاء المرضى الآخرين .
4- ربط الجمل من قرب قبر ميتهم حتى يحشر راكبا.
5- عقر الناقة على قبر الميت احتراما للميت وتكريما له .
6- تزيين بعض الأفاعي بالذهب لمداواة المرضى .
أما الخرافات الحديثة: فهي كثيرة جداً.
الخطبة الثانية
1- شهادة ولدي مسلم ابن عقيل: في 26 صفر 61هـ وقد كانت شهادتهما مفجعة وهي جزء من صور يوم عاشوراء المحزنة حيث دلت شهادتهما على همجية وقساوة قلب قاتلهما لأجل عرض دنيوي.
2- وفاة النبي يحيى عليه السلام في 27 صفر، وقد تشابهت وفاته وشهادته مع شهادة الإمام الحسين عليه السلام.
3- وفاة آدم عليه السلام بمكة المكرمة في 29 من صفر، علينا أن نتذكر أن إبليس كان عدواً له ولذريته وعلينا أن نحذر منه ولا نقع في الخديعة التي وقع فيها أبونا.
4- شهادة الإمام الرضا عليه السلام 30 من صفر على بعض الروايات :
5- حاميها حراميها:
إن القلق الذي قد انتاب بانكي مون رئيس منظمة الأمم المتحدة في زيارته لبيروت من السلاح الذي عند المقاومة الإسلامية هو مصداق للمثل المعروف (حاميها حراميها) إذا كانت منظمة الأمم المتحدة التي تدعي الدفاع عن حقوق المظلومين والمحرومين في العالم تخاف وتقلق من سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان بينما هذا السلاح هو قوة لردع المعتدي بل وقوة لموازين القوى في المنطقة وهو قوة للدفاع عن لبنان وعن أهلهم وعن أعراضهم وأموالهم وأنفسهم بل وعن المنطقة ككل ولا تكون المنظمة قلقة على جرائم الكيان الصهيوني في اعتداءاته على الفلسطينيين في كل يوم من قتلهم وتشريدهم وتهويد القدس الشريف، وعما يجري من الإرهاب في سوريا والقتل اليومي من الإرهابيين ومن الظلم الذي يجري على الشعوب المضطهدة في اليمن والبحرين وبقية البلاد العربية والإسلامية بل والعالم أيضاً .