بسم الله الرحمن الرحيميقول الشيخ صالح المغامسي-حفظه الله-:
قال تعالى: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أُعِدّت للكافرين .
هذه الآيات تسمى في لغة القرآن
(آية التحدّي)
وهي أوّل آيات التحدّي في القرآن حسب ترتيب المصحف
وآيات التحدّي في القرآن خمس
ومعنى آيات التحدّي:أن الله جلّ وعلا تحدّى العرب على فصاحتهم وبلاغتهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
آيات التحدّي في القرآن خمس:
الأولى:من سورة البقرة وإن كنتم في ريب ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله... .
الثانية:وقول الله جلّ وعلا في الآية الثامنة والثلاثين من سورة يونس أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله... .
الآية الثالثة عشر من سورة هود
وهي قول الله جلّ وعلا
الثالثة:أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات... .
الرابعة:الآية الثامنة والثمانون من سورة الإسراء
قال الله جلّ وعلا قل لَئِن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً .
الخامسة:جاء في الآيتين الثالثة والثلاثين والأربعة والثلاثين في سورة الطور
أم يقولون تقوّلَه بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين .
اجتمع بهذا خمس آيات حسب ترتيب المصحف توالى بعضها بعضاً في تحدّي كفّار قريش.
اختلف الناس لماذا لم يستطع العرب أن يأتوا بمثل هذا القرآن؟
ق1)قيل:لإعجازه في ذاته،هذا الذي لا ينبغي أن يقال غيره.
ق2)وقيل:لمفهوم الصِّرفَة،ومفهوم الصِّرفَة مسألة بلاغية قالها رجل معتزلي اسمه: (إبراهيم بن سيّار النظّام)قال:إن العرب قادرين على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لكن الله صَرَفَهُم؛لحكمة أرادها على أن يأتوا بمثله،وهذا قول باطل. حتى مشايخ المعتزلة مثل إبراهيم النظّام خالفوه في مثل هذه المسألة،وإلاّ أجمع المسلمون على أن العرب عَجِزَت على أن تأتي بمثل هذا القرآن لنظْمِه؛لأمور عديدة لا تحصى،ومن أراد أن يرجع لهذه المسألة في كتاب اسمه ( النبأ العظيم ) لرجل عالم اسمه: (محمد عبد الله دَرَّاز)من أئمة الدنيا..له قُدرة بلاغيّة،لكنه مات قبل أن يُكمِل الكتاب،لكن الكتاب موجود.*
تدلّ هذه الآيات على صدق رسالة نبيّنا ،كما أن في قوله تعالى: وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا أن مقام العبوديّة أرفعُ مقام وأجلّ منزلة.
وكلمة(عبد)تأتي في الشرع واللغة على ثلاثة معانٍ:
الأول:عبدٌ..بمعنى مقهور..وهذا يستوي فيه المؤمن والكافر..كلّ الناس المؤمنون والكافرون عبيدٌ لله
والدليل: إن كلّ مَن في السماوات والأرض إلاّ آتي الرحمن عبداً هذه عبوديّة مطلقة يستوي فيها المؤمن والكافر والملائكة والجنّ والإنس.
الثاني:عبوديّة بالشرع..وهي ضد كلمة(حُرّ)
قال الله تعالى: الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد هذا الذي يُسترقّ في الجهاد..ويُؤخذ كأسير..بصرف النظر عن لونه..فيُسمّى عبد في الشرع.
نفعنا الله واياكم منقول للفائدة