قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)
من سياق الايه الكريمه :
تبين أن النصر مشروط بنصرة العباد لله تعالى، ونصرة الله تعني الامتثال التام لما أمر الله به، والاجتناب التام لما نهى عنه، وهي دعوة جرت على ألسنة الرسل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف:14)
فعيسى عليه السلام دعا قومه وأتباعه لنصرة الله سبحانه وتعالى.
وهنا علقت النصر والتمكين بنصرة الله، وا لن يجعل للكافرين علوا ولا ظهورا على المؤمنين بينت أن ذلك الكبت للكافرين إنما يكون في مقابل أهل الإيمان والإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، فالمسلم حتى يكيد الله له ويقويه على أعدائه ويصرف عنه كيدهم لابد أن يوالي الله تعالى حق الولاء، ويقوم بما يجب عليه حق القيام، فمن فرط في نصرة الله تعالى لن ينال من الله عز وجل هذا الوعد بنصر . وما يؤكد هذا قول الله تعالى (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (الصافات:171-172).
وهنا لايشك اي عاقل ان النصر مرهون بالايمان بالله واتباع سنته واجتناب ما نهى عنه وهذه هي سبل النصر ولو نظرت الى حال امتنا اليوم
لوجدتنا ( الا من رحم ربك ) لاهين مشغولين متساهلين في ذلك ، لا نؤدي الواجبات فما بالك بالمستحبات من العباده وادخلنا الى بيوتنا القنوات التي تدعو الى المعازف والتي تدعو الى اتباع الشهوات ، ومع ذلك نريد النصر من عند الله ونحن على ما نحن عليه ، وهذا مناقض للعقل .
وفي تفسير القرطبي للايه :
أي إن تنصروا دين الله ينصركم على الكفار . نظيره : " ولينصرن الله من ينصره " [ الحج : 40 ].
اللهم اصلح احوال امة المسلمين وردهم لنصرة دينك ورفعة شريعتك يا عظيم .... اللهــــــــم آمين