السير مخافة الفوات...

.......... لمــــا علــــم أن ســـلعة الله غاليــــة.......... أســـرع الســـير مخــــافة الفوات

..........وحســـن ظنــــه وقــــوى رجــــاؤه.......... في الفــــوز بأرفـــع الدرجـــات

ومن رجا شيئا استلزم رجاؤه محبة ما يرجوه - وخوفا من فواته - وسعيا في تحصيله

وهناك فرقا شاسعا بين حسن الظن والغرور.. فان من وجد نفسه مجتهدا وكان رجاؤه هاديا له إلي الطاعة وزاجرا له عن المعصية فهو رجاء صحيح. وإن كانت نفسه تميل الي البطالة والتفريط فهو المغرور.

إن الرجاء وحسن الظن إنما يكون مع الإتيان بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه وقدره وثوابه وكرامته فيأتي العبد بها ثم يحسن ظنه بربه ويرجوه أن لا يكله إليها وأن يجعلها موصلة لما ينفعه ويصرف عنه ما يعارضها ويبطل أثرها.

والرجاء شيء والأماني شيء آخر .. فكل راج خاف .. والسائر على الطريق إذا خاف أسرع، والله سبحانه وصف أهل السعادة بالإحسان مع الخوف.... ووصف الأشقياء بالإساءة مع الأمن.

إنظروا الي قوله تعالى لاهل السعادة : والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب .وقوله تعالى للأشقياء : أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا.

ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، وكانوا كثيرا ما يشتد خوفهم من طول الأمل وإتباع الهوى.